Search This Blog

Monday, February 22, 2010

مات زمن الإنسانيّة

الحرب في كلّ مكان. دولٌ قليلةٌ، تلكَ التي تنعمُ بالسلام. لكن، لا يفارقها شعور الخوف من العمليّاتِ الإرهابيّة. تسارُع الجُثَثِ نحوَ القبرِ يَكادُ لايُصدّق. اليومَ سقَطت، وغداً سَتسقُط، وبعدَ غَد سَوفَ تَسقُط عبوةُ الموت الفتّاكة. يدُ الطفل تطايرت أشلاءً فوقَ الشجرة، ورَأسُ الهَرِمِ يَتَدحرجُ في شوارعِ الأزِقّة، قلوبُ الأمَّهاتِ تدوسُها عجلاتُ الموت. ويبقىَ موطن السلامِ في المنابِر.

أَعلنَ الفقرُ استيطانَهُ. وشُيِّعَ رغيفُ الخبز، في ظلامِ الصبحِ الحالِك. عَوراتُ الجسدِ، أبانَتها نجومُ الصباحِ الغاضِبة. والعيبُ دُفِنَ بجِوارِ رغيف الخبز. جُفِّفَ حليبُ الأمَّهات، واستُبدِلَ بأنهُرِ الدمعِ الدفَّاقة. صارَ الألمُ طعاماً، والدمُ نبيذاً لسكرةِ الموت. ويبقىَ موطن السلامِ في المنابِر.

قالوا: لننزع أسلحةَ الدمارِ الشامل. وصراع الطوائف أُوقِدَت فتيلتُهُ، في مدن السلام. خَرجَ الظلمُ واستوطنَ في الشوارع، في حدائِق البيوت، في الكنائس و الجوامع، في بيوت الأرامل ودور الأيتام. نزعَ حِرامَ الشتاء، عن جدّي العجوز، ليُدفئَ وحشيّة العداء. ويبقىَ موطن السلامِ في المنابِر.

في عتمةِ الليل، في ضُحى النهار، تُقرع الأجراس وتُؤَذِّن المآذن، ويُسمع صوتٌ ينادي: يموتُ السلام، في مُدنِ السلام، ويُدفن السلام في موطنِ الإنسان، ويبقىَ موطن السلامِ في المنابِر.

No comments:

Post a Comment