Search This Blog

Sunday, May 29, 2011

كتاب رؤية أرثوذكسيّة للموت: للاّهوتي معتصم فريد تقلا


مقدّمة الكتاب:
          لمّا حدث السّقوط، وتغرّب الإنسان عن الله، عرف أنّه خسر حياتَه، وصار مائتاً. ومنذ ذلك الحين وإلى يومنا هذا وهو ينظر بغرابةٍ تسودها آلامٌ شديدةٌ تقطر مرارةَ السّقوط. وتنذُف دمَ المُصاب، إلى حاله الّتي صار إليها من موت وفساد.
          صار موت الإنسان همَّه الوحيد وواجبٌ عليه تقبُّلهُ. لا لكونه حقيقةً لا يمكن تغيرُها، بل لأنّه حقيقةٌ يمكن التغلّب عليها بالتوبة، وقبول موت المسيح الّذي صار هدفاً لقيامةٍ جديدةٍ معَهُ.
          وانطلاقاً من هذا، سوف نقوم بإيضاح مفهوم الموت، إنطلاقاً من مفهوم الحياة. شارحين كيفيّة دخوله إلى عالمنا المنظور، بعد حدوثهِ أوّلاً في عالم الملائكة غير المنظورة، وانتهاءً بموت المسيح. وذلك بتبيان الفروقات الّتي تحتويها كلمة الموت عند كل من الملائكة والإنسان والمسيح. وكوننا نتحدّث عن الموت، هذا يعني أننا سَنعرض ماهو متعلِّق بِه، كموطن الأموات، وكيفيّة الغَلبة على الموت موضِّحين كل مايرتبط بها بحسب ما جاءَ في الكتاب المقدَّس.
          ولأنَّ كنيسة المسيح هي واحدة، سَنشرح هذه الوحدة من خلال عضويتنا في الجسد الواحد، لننطلِق إلى الحديث عن الصلاة، ما هو معناها، وما أنواعها، وطرقها، وكيف تكون فاعليَّتها تجاه الأحياء، لكي نفهم امتداد هذه الفاعليَّة نحو الراقدين، ومدى الفائِدة التي يحصلون عليها من الصلاة، الضرورية لكلِّ الجنس البشري، أحياءً كانوا أم أمواتاً.
          وما دام حادثُ الموت ذا طابَعٍ أليمٍ يتردَّدُ صداهُ في سلوكيَّات حياتِنا، عند فقدانِ قريبٍ لنا، كان لا بدَّ لنا من أن نذكر بعض الأمورِ ذاتِ الطابع السلوكيّ، الواجب علينا أن نعرفَها لكي نرتقي في إيمانِنا بشكلٍ يُرضي الله. ومن بين هذه الأمور، ماهو متعلِّقٌ في كيفيَّةِ الحزن على الراقدين، وتعبيرنا عنه بعباراتٍ نطلقها من دونِ أن نعرفَ ماتحتويه من معانٍ تبتعدُ كُلَّ البعد عن المعنى الحقيقي لإيماننا المسيحي. وكذلك ما يخصٌّ مدافن الموتى، من فخامةٍ أو بساطةٍ. كما وأنّنا سَنورد بعضاً من أقوال آباء الكنيسة الّتي تذكِّر بالموت. لأنَّ لذكر الموت في حياة الإنسان دوراً هاماً. حيث يَدفعُ الإنسانَ لتذكُّر خطاياهُ وحالتَهُ المريرة بعيداً عن الله، ويجعله يتنبَّه إلى الطريق الواجب عليه السّير فيها، ليموت مع المسيح مسمِّراً خطاياه على الصّليب كما سمّر المسيح الخطيئة، ويقوم معَه بحياةٍ جديدةٍ كما قام.
          وبعد أن ننهي كلَّ ماهو متعلق بالموت، سنرفقُ خدمة الصلاة من أجل الراقدين بحسبِ ما رتَّبتها كنيستُنا الأرثوذكسيّة. بدأً من مرافقتِها للراقد لحظة الوفاةِ، إلى حين وضعه في القبر، وانتهاءً بالصلوات الخاصة بالرّاقدين. ذلك للإطلاع على ما تحمله كلماتِها من معانٍ، توقظُ الروح وتنبِّهُها من أجل السير بيقظةٍ وسط هذا العالم المملوء بالخطايا التي يرتكبها الإنسان تجاه نفسِه والآخرين.
          ولمّا وجدنا أنّ رسالة الراقدين، الوارد ذكرُها في صلاة جنَّاز العلمانيِّين، تحمل الكثير من المعاني التي تدعم ما نحن في صدَدِه، عَمدنا إلى تفسيرها، استناداً إلى بعض كتب التفسير، التي سبقت فشرحَتها.
          فنأمل من الله أن يكون هذا الكتاب لمنفعتنا جميعاً. راجين العذر عما قد كان بإمكاننا أن نذكره، ولم نفعل. سواءً كان عن تقصيرٍ أم عن نسيان.
 المواضيع التي يعالجها الكتاب بحسب ترتيب الفهرس.


الفهرس

الإهداء
المقدّمة

7
9
الفصل الأوّل: مفهوم الموت

13
       معنى الموت

15
       موت الملائكة

19
       موت الإنسان

22
              آ- الموت الروحي

23
              ب- الموت بحسب الجسد (الرقاد)

24
       موت المسيح

30
       موطن الأموات

34
       غلَبةُ الموت

35
              آ- في العهد القديم

36
              ب- في العهد الجديد

40
الفصل الثاني: ضرورة الصّـلاة للرّاقـدين

44
       وحدة المؤمنين في المسيح

45
       ماهي الصلاة

52
       أنواع الصلاة

55
       طرق الصلاة

55
              آ- الصلاة الفرديّة

55
              ب- الصلاة الجماعيّة

58
       ضرورة الصلاة

61
              آ- ضرورة الصلاة من أجل الأحياء

64
              ب- ضرورة الصلاة من أجل الأموات

67
                     آ- في العهد القديم

68
                     ب- في العهد الجديد

69
الفصل الثالث: مقالات مختلفة

84
       في الحزن على الراقدين

86
       في ما يقال في التعازي

91
       في القبر

97
       أهميّة ذكر الموت

99
       معنى القداديس والجنانيز التي تقام لراحة نفوس الموتى

105
الفصل الرابع: خدمة جنّاز الراقدين

107
       ترتيب صلاة جناز العلمّانيين

108
       خدمة صلاة جنَّاز العلمّانيِّين

114
       خدمة النياحة (التريصاجيون) للراقدين

155
              أوّلاً: صلاة النياحة للعلمانيّين

155
              ثانياً: طلبة النياحة في سبت الراقدين

160
              ثالثاً: ترتيب صلاة النياحة في أسبوع التجديدات

161
              رابعاً: طلبة النياحة في تذكار مشيِّدي كنيسة أو دير

165
ملحق: تفسير رسالة الرّاقدين

166
لائحة المراجع

184

Friday, May 27, 2011

أبناءُ الجاليةِ السوريّةِ في اليونان، يجوبون الشوارع اليونانيّة بمسيرة تأيد ووفاء، للقائد الدكتور، بشّار حافظ الأسد. ويلتَقون السفيرة السوريّة، التي إستقبلتهم بكلِّ فرحٍ وغبطة، وجميع أعضاء السفارة والعاملين فيها.

الكاتب والموثّق التاريخي: معتصم فريد تقلا.
إفتخر فأنتَ سوريّ.
نعم، نعم، نعم، أنا سوريٌّ، كرامتي من كرامةِ بلدي، وعزّي هو عزُّ بلدي، وشموخي هو شموخُ بلدي. نعم كيف لا أفتخر بأنّني سوريّ، وأنا ابن حضارةٍ تمتدُّ آلاف السنين. أنا ابن بلدٍ مهداً للحضارات البشريّة، أنا ابن بلدٍ مهداً للديانات السماويّة، أنا ابن سوريّةَ التي شَمَخت بجناحيِّ القائد الخالد في ذِكره حافظ الأسد، هذا الرجل الذي وقف بسوريّة وقفة عزٍّ، بدا فيه جبيُها، كشمسٍ ضياءُها وفاء شعبِها.
هذا الشعب السوريّ الذي كان وما زال وسيكون دائِماً، خلف كلِّ قيادةٍ حكيمةٍ، تضمنُ لهُ كرامتَهُ كسوريٍّ، وتحفظهُ من كلِّ إستهدافٍ لِتشويهِ مُواطنتِهِ، أو لشرخِ لُحمتِهِ الوطنيّة، التي تقوم على أساسِ التعايش السلمي والتوافق الديني، بين مختلف المذاهِبِ والطوائِف.
هذا الشعب، خرج يوم أمس كجاليةٍ سوريّةٍ في بلد الإغتراب، في العاصمةِ اليونانيّة أثينا، ليقول كلمة نعم وألف نعم، للقيادةِ الحكيمةِ" قيادة التطوير والإصلاح" التي يرأسها القائِد ابنُ القائد الدكتور بشار حافظ الأسد.


هذا الشعب، الذي تجمّع أمام مقرّ السفارة السوريّة، مردّداً شعاراتِ الولاءِ والوفاءِ، للحكومة السوريّة، قائِداً وأعضاء.
هذا الشعب، الذي خرج بالرغم من الأمطار الغزيرة التي تساقطت، والتي إعتبرها فرحةً سماويّةً بمسيرتِهِ. هذا، والمطر هو مصدر الخير والعطاء في مفهوم كلّ الشعوب.


         فهناك، وأمامَ مقرِّ السفارةِ عَلتِ الصيحات والأهازيج، التي كانت أشبهَ بعرسٍ وطنيٍّ طَبعَ على وجوهِ لا الجاليةِ السوريّة وجسب، بل كل الذين شاهدوه، الفرحَ والسرورَ، فرحَ المواطنَةِ السوريّة، مواطنَةِ العزِّ والكرامة.
     هذا الفرح كلّلتهُ سعادةُ السفيرةِ السوريّةِ في اليونان، بكلمةٍ عبّرت من خلالِها للجاليةِ السوريّة، أن حقّ تعبير الرأي، هو حقُّ كلِّ مواطِنٍ سوريّ. وأنّ هذا التأيد، الذي تنادي به الجاليةُ السوريّةُ، ليسَ إلاّ تعبيراً حضاريّاً، لأنّ قِوامَهُ، المناداة بالوحدةِ الوطنيّة، والوفاق والتعايش السلمي، بين مختلف المذاهِبِ والطوائِف. وأضافت بأنّ السوريّين، هم شعبٌ مدرِكٌ كلَّ الإدراكِ، لدورهِ في الحفاظ على أمنِ وإستقرارِ وطنِهِ من كلِّ مخطّطٍ خارجيٍّ يعمل على شرخ الوحدةِ الوطنيّةِ، أو على زعزعة أمن وإستقرار الوطن.