Search This Blog

Tuesday, February 23, 2010

في الحزن على الراقدين

لمّاذا نبكي؟ والمسيح قام. لمّاذا نبكي وقد أشرق نور القيامة لنا. هل حزناً على من فقدنا؟ أم نبكي جهلنا حقيقة النصر والظفر على الموت. ألم يُمت المسيح الموتَ بموته؟ ألم تتفتح قبور الأبرار الذين ظهروا لكثيرين بعد أن قاموا بقيامة الرب؟ لمّاذا نبكي الموت، وقد صار حلمّا لنا. به نعبر إلى المجد الإلهي، لنجلس عن يمين الآب في ملكوته السماوي.

أنبكي من نراه أمامنا، جثة ًهامدةً، لا روح حياةٍ فيها؟ أم أنانيتنا التي نتذرع بها، تحت غطاء المحبة؟ وكأننا نحب من نفتقدهم أكثر من الله، ذاك الذي بذل ابنه الوحيد ليفتدينا من سلطة الموت، دون مكافأة أو عرفان بالجميل. أولسنا نحن من أخطأنا وهو من أحبنا حتى الصليب مكافئاً إيانا بالقيامة؟ ألا واجب علينا أن نكفكِف دموع أفئِدتنِا، لنصبو بها محبةً جامحةً نحو النور الإلهي، لتكون شكراً وتسبيحاً لهذه المحبة الإلهية.

دعونا إذاً نبكي، لا من هو سائر لملاقاة الربّ، بل ساعة انتقالنا حينما نقف أمام الديان العادل، بثوب خطايانا، الموشىّ والمرصّع بأثمن حلل الخطيئة. دعونا نترك النحيب والعويل على الراقدين، لكيما نصير جماعةً "تحيا حضارة موتٍ، وقد جاء المسيح ليجعلنا في حضارةِ القيامة" . دعونا نوقف الندب، واللطم، والصراخ، رغم كل آلام الفراق. دعونا نخلع ثوب حزننا الأسود، لنلبَس ثوباً يليقُ بالفرح. لنزف عروس المسيح، عروساً مبتهجةً، بأهازيج العرس، لا عروساً حزينةً، خجلةً بأهازيج الحزن والألم.

دعونا نوقف الوثنية، شعائر الوثنية، عادات الوثنية، أفضل من أن نزيد وثنيّتها وثنّية. لأنه كم من "الوثنيين عند موت أحد أولادهم يزينون رؤوسهم بالأكاليل، ويرتدون الثياب البيضاء، ليحصلوا على المجد مع أنهم لايعلمون شيئاً عن عدم الموت" . في حين أننا نحن من نملك حقيقة الغلبة على الموت، نُعوِّل موشِّحين عَويلَنا بوشاحِ ثيابنا الاسود. مزيّنين إياه بإيقاعِ لطمِ وجوهِنا الذي يترافقُ مع صُراخِ نسائِنا، وكأنّنا في مأتمٍ أكثر من وثنيّ، لا في عرسِ مسيحيٍّ، ذاهبٍ ليكونَ عروساً في الأخدار السماوية.

فإن أردنا أن نبكي، فلنَبكِ. لكن لا بكاءَ الجهّال الذين لارجاء قيامةٍ لهم، بل بكاءَ الحكماء الذين يبكون فرحاً بمحبّة إلههِم الذي يفتقدهم. وإن أردنا أن نحزن، فلنحزنَ لا كخطأةٍ بعيدين عن المسيح، بل كمؤمنين واثقين بأننا سوف نعاين نور المجد الإلهي. فلا الحزن ولا البكاء شيءٌ معيب لأنهما تعبيراً عن محبة الإنسان تجاه أخيه الإنسان. هذه المحبة التي عبّر عنها المسيح ابن الإنسان، عندما بكى على لعازر. هكذا فليكن بكائنا وحزننا فرحاً بحقيقة القيامة، ولنقل ما قاله هوشع النبي "أين أوباؤُك يا موت أين شوكتك ياهاوية" . المسيح قام، حقاً قام.

Monday, February 22, 2010

مات زمن الإنسانيّة

الحرب في كلّ مكان. دولٌ قليلةٌ، تلكَ التي تنعمُ بالسلام. لكن، لا يفارقها شعور الخوف من العمليّاتِ الإرهابيّة. تسارُع الجُثَثِ نحوَ القبرِ يَكادُ لايُصدّق. اليومَ سقَطت، وغداً سَتسقُط، وبعدَ غَد سَوفَ تَسقُط عبوةُ الموت الفتّاكة. يدُ الطفل تطايرت أشلاءً فوقَ الشجرة، ورَأسُ الهَرِمِ يَتَدحرجُ في شوارعِ الأزِقّة، قلوبُ الأمَّهاتِ تدوسُها عجلاتُ الموت. ويبقىَ موطن السلامِ في المنابِر.

أَعلنَ الفقرُ استيطانَهُ. وشُيِّعَ رغيفُ الخبز، في ظلامِ الصبحِ الحالِك. عَوراتُ الجسدِ، أبانَتها نجومُ الصباحِ الغاضِبة. والعيبُ دُفِنَ بجِوارِ رغيف الخبز. جُفِّفَ حليبُ الأمَّهات، واستُبدِلَ بأنهُرِ الدمعِ الدفَّاقة. صارَ الألمُ طعاماً، والدمُ نبيذاً لسكرةِ الموت. ويبقىَ موطن السلامِ في المنابِر.

قالوا: لننزع أسلحةَ الدمارِ الشامل. وصراع الطوائف أُوقِدَت فتيلتُهُ، في مدن السلام. خَرجَ الظلمُ واستوطنَ في الشوارع، في حدائِق البيوت، في الكنائس و الجوامع، في بيوت الأرامل ودور الأيتام. نزعَ حِرامَ الشتاء، عن جدّي العجوز، ليُدفئَ وحشيّة العداء. ويبقىَ موطن السلامِ في المنابِر.

في عتمةِ الليل، في ضُحى النهار، تُقرع الأجراس وتُؤَذِّن المآذن، ويُسمع صوتٌ ينادي: يموتُ السلام، في مُدنِ السلام، ويُدفن السلام في موطنِ الإنسان، ويبقىَ موطن السلامِ في المنابِر.

Saturday, February 20, 2010

الاسكندر الكبير

المرجع: ج.م. روبرتس. "موجز تاريخ العالم" ج1. ترجمة: فارس قطان. http://www.reefnet.gov.sy/

 لقد بلغ من نجاح الجيش المقدوني أنه مكن فيليبس وابنه من بعده القضاء على استقلال مدن بر اليونان وإنهاء حقبة من تاريخ البشرية هي حقبة دولة المدينة. في عام 335 ق.م محيت طيبة عن بكرة أبيها واستعبد سكانها عقاباً لهم على ثورتهم، ويمكننا اعتبار هذا التاريخ نقطة تحول هامة، صحيح أن ثورات أخرى قد حصلت فيما بعد، إلا أن عصر اليونان الكلاسيكية العظيم كان قد ولى، ويكفي هذا الأمر وحده لكي يضمن لملوك مقدونيا مكاناً في التاريخ. إلا أن هناك تغيرات باهرة أكثر سوف تحدث في عهد الاسكندر ابن فيليبس، وهو واحد من الرجال القلائل في التاريخ الذين درجت العادة على إطلاق لقب ” الكبير ” عليهم. لقد سحرت شخصيته حلفاءه وأحاطت الأساطير باسمه حتى صار معبود الناس طوال آلاف السنين. كان الاسكندر قبل كل شيء محارباً وفاتحاً، ولكنه كان أكثر من هذا بكثير، ومن المؤسف أنه لم تبق لنا سيرة معاصرة عنه، ومازالت حقائق كثيرة حول حياته وشخصيته غامضة، ولكنه كان بلا شك قوة حاسمة لا في تاريخ اليونان وحدها بل في تاريخ العالم أيضاً، منذ عام 334 ق.م عندما عبر إلى آسيا لمهاجمة الفرس على رأس جيش مجند من دول إغريقية كثيرة، حتى عام 323 ق.م، عندما مات في بابل ربما بالتيفوئيد، وله من العمر ثلاثة وثلاثون سنة فقط
من فسيفساء تمثل الإسكندر المقدوني

كان الاسكندر مغرماً بإغريقيته، وكان يجل ذكرى أخيل الذي يعتبره جداً له ويحمل معه في حملاته نسخة يعتز بها من قصائد هوميروس، كما كان قد تتلمذ على يد أرسطو، وكان مقاتلاً شجاعاً بل متهوراً في بعض الأحيان، كما كان قائداً داهية وبارعاً في قيادة الرجال، وكان يعرف عندما يفتح البلاد أن يتصرف بتعاطف مع شعبها بعد الإطاحة بحكامها. وكان أيضاً رجلاً عنيفاً، إذ يبدو أنه قتل صديقاً له في شجار وهو ثمل، بل ربما وافق على مقتل أبيه.

فيليبس المقدوني والاسكندر الكبير

مهما كانت نقائص الاسكندر فإنها لم تمنعه من إحراز مسيرة باهرة من النجاح، لقد هزم الفرس في آسيا الصغرى في معركة ايسوس، ثم قطع إمبراطوريته كلها جنوباً أولاً عبر سوريا إلى مصر، وعاد نحو الشمال والشرق إلى بلاد الرافدين مطارداً ملك الفرس داريوس الثالث الذي مات أثناء فراره، فكانت تلك نهاية الحقبة الأخمينية. ثم تابع مسيره عبر إيران وأفغانستان ونهر جيحون (آمودريا) وما وراء سمرقدند، وأسس مدينة على نهر سيحون سيردريا، ثم عاد نحو الجنوب ثانية لكي يغزو الهند ولكنه بعد أن قطع مئتي كيلو متر وراء نهر الهندوس وصار ضمن إقليم البنجاب بلغ الإنهاك بقواده مبلغاً شديداً فجعلوه يعود أدراجه. وعاد في مسير فظيع على نهر الهندوس وعلى طول الساحل الشمالي للخليج الفارسي إلى أن وصل إلى بابل وهنا مات الاسكندر.

إلا أن حياته القصيرة لم تقتصر على الفتوحات، وسرعان ما تفككت إمبراطوريته من ناحية أنه لم يعد لها مركز حكم واحد، ولكنه نشر التأثير الهيليني إلى أصقاع لم يكن قد بلغها قط. لقد أسس الاسكندر مدناً كثيرة كانت تسمى على اسمه في العادة، ومازالت هناك مدن عديدة تحمل اسم الإسكندرية، عدا عن أماكن أخرى تحمل اسمه بصورة مقنعة. كما أنه مزج الإغريق والآسيويين في جيشه بحيث راح كل منهم يتعلم من الآخر، وصار هذا الجيش قوة أكثر عالمية. لقد جند الشباب من نبلاء الفرس، كما ترأس ذات مرة زواجاً جماعياً لتسعة آلاف من جنوده على نساء شرقيات، وترك الاسكندر الإداريين السابقين في البلاط الفارسي في مناصبهم من أجل إدارة الأراضي المفتوحة، بل إنه اتخذ اللباس الفارسي أيضاً مثيراً بذلك استياء رفاقه الإغريق الذين كانوا يستنكرون ما فرضه على زوار بلاطه من سجود أمامه سيراً على عادة ملوك الفرس.

إمبراطورية الإسكندر ومساره في فتوحاته والمعارك الهامة


لقد كان الإطاحة بأعتى إمبراطورية في عصره وإنهاء عصر المدن الإغريقية في أوروبا وآسيا معاً أعمالاً غيرت شكل العالم، ولو أن تأثيرها الكامل لم يتضح على الفور. وكانت هناك نتائج إيجابية كثيرة لم تظهر إلا بعد موته، عندما برزت آثار الأفكار والمعايير الإغريقية التي نشرها في أصقاع الأرض في البلاد الإغريقية وغير الإغريقية على السواء. ولهذا السبب صيغت كلمة هلنستي لوصف العصر الذي تلا موته والمنطقة التي غطتها الإمبراطورية السابقة أي بالتقريب المنطقة الواقعة بين بحر الأدرياتيك ومصر في الغرب وجبال أفغانستان في الشرق، أما إمبراطوريته نفسها فلم تبق متماسكة لزمن طويل، ولم يخلف الاسكندر وريثاً له سرعان ما راح قواده يتنازعون على الغنائم.

Monday, February 15, 2010

الإثنين النظيف في اليونان Η ΚΑΘΑΡΑ ΔΕΥΤΕΡΑ ΣΤΗΝ ΕΛΛΑΔΑ



هو الإثنين الأول من أيام الصوم الكبير. يدعى بالنظيف، كونه بداية حياة جديدة، تبدأ في زمن صوم الفصح المسيحي المجيد، ويعيشها المؤمنون صائمين مبتعدين عن المأكولات الحيوانية، ومصليين مواظبين على الصلوات الخشوعية والابتهاليّة.
لهذا اليوم أهميّته في اليونان.حيث أنّه يوم عطلة يخرج فيه الشعب اليوناني لزيارة الأماكن الأثرية، وبعدها يقضي باقي يومه محتفلاً بتطير الطائرات الورقية، والرقص، والكرنفالات التقليدية، وصنع بعض المأكوات الخاصة في هذا اليوم - هذه العادة محافظ عليها بشكل كبير في الريف اليوناني-.









كذلك، وفي هذا اليوم، تزدان الشوارع، والساحات العامة، بفرق العازفين، البهلوانيين، المتنكرين، وبائعي الحلويات المخصصة لهذا اليوم- عوامات-، البوشار وكذالك بائعي القبعات الاحتفالية.

ويبقى المتحدّث الأكثر تعبيراً عن هذا اليموم، الصور الفتوغرافية برواع قصصها.














Saturday, February 13, 2010

سوريا المجد والكرامة



الموقع : تقع سوريا في الجزء الغربي من آسيا , شرقي البحر المتوسط , على خطي عرض 32 ـ 37 شمالا وعلى خطي طول 35 ـ 42 شرقاً .

تتمتع سورية بموقع استراتيجي هام من الناحية التجارية عند ملتقى القارات الثلاث : آسيا ـ أوروبا ـ أفريقيا و هي تتوسط المراكـز الصناعية والتجارية الرئيسية في أوروبا وكذلك مراكز إنتاج النفط في منطقة الخليج العربي . يمر في الأراضي السورية نهران رئيسيان. الأول هو نهر الفرات الذي ينبع في تركيا ويجري جنوباً ليروي سهول الجزيرة في شمال شرق سوريا , والثاني هو نهر العاصي الذي ينبع من لبنان ويجري شمالاً إلى الشرق من سلسلة جبال اللاذقية التي تغطي الأجزاء الشرقية والجنوبية الشرقية بادية الشام.

الحدود : يحدها من الشمال تركيا ومن الجنوب الأردن و من الجنوب الغربي فلسطين و من الغرب البحر المتوسط و لبنان و من الشرق العراق

المساحة : تبلغ مساحة سورية 185180 كم ² و يبلغ طول شواطئها على البحر المتوسط 183 كم .

السكان : يبلغ عدد سكان سورية 19936573 نسمة حسب الأرقام المتوفرة عام 2004

المناخ : يسود في سوريا من وجهة عامة المناخ الخاص بمنطقة البحر الأبيض المتوسط و هو يتصف بشتاء ممطر و صيف جاف يتخللهما فصلان انتقاليان قصيران .و يعتبر كل من شهري كانون الأول و الثاني من أبرد أشهر السنة بينما يعتبر كل من شهري تموز و آب من أشدها حرارة .

التقسيمات الإدارية : تقسم الأراضي في سورية إلى أربع عشر محافظة و تقسم كل محافظة بصورة عامة إلى مناطق و كل منطقة إلى نواح و تضم الناحية مجموعة من القرى هي أصغر وحدة إدارية .

و هذه المحافظات هي : دمشق ( العاصمة ) – ريف دمشق - حلب – حمص – حماه – اللاذقية – دير الزور – إدلب – الحسكة – الرقة – السويداء – درعا – طرطوس – القنيطرة .